الاثنين، 1 فبراير 2016

الموعظه الشهيره الموعظه على الجبل

عظة الجبل مبثوثة في ثلاث فصول متتابعة من إنجيل متى، ومواضيعها الأساسية ذكرت في إنجيل لوقاعلى وجه الخصوص. تفتح العظة التطويبات، وهي "دستور أخلاقي، ومعيار السلوك لكل المؤمنين بالمسيح"،[2] ويلي التطويبات تفسير لسبب الالتزام بها في 5: 13-16، ومع ختام نصوص التطويبات وملحقها يأتي تثبيت الشريعة أي توراة موسى وتعاليم الأنبياء السابقين، وعدم نقضها أو إلغائها، والحضّ على الالتزام بها، لاسيّما الوصايا العشر، الذي انتقل المسيح لتفسير بعضًا منها في القسم الثاني من الفصل الخامس، فبدأ بتفسير الوصية الخامسة لا تقتل في 5: 21-26، ثم لا تزن في 5: 27-32، ثم لا تحلف باسم الربّ بالباطل 5: 33-37؛ وختم الفصل الخامس بمناقشة القاعدة التشريعية الشهيرة في الشرق القديم والتي ذكرت في توراة موسى أيضًا "العين بالعين، والسن بالسن" في 5: 38-46 وبررها بأنّ لا تقاوموا الشر بمثله.
في الحلقة الثانية من عظة الجبل، ناقش المسيح قضايا تعبديّة، فبدأ بالصدقة ثم الصلاة معلمًا الصلاة الربية، وهي الصلاة الوحيدة المأثورة عن المسيح، وختم الجانب التعبدي بالصوم، لينهي الجزء الأول من الحلقة الثانية المتعلقة بالعبادات بتشبيهها بالكنوز السماوية وناصحًا بعدم إيثار كنوز الأرض والتي يفسدها السوس والصدأ وينقب اللصوص ويسرقون بكنوز السماء. وفي الجزء الثاني يعود المسيح لمناقشة الوصايا، لا تشته أي الوصيتين التاسعة والعاشرة، والأولى أي لا يكن لك إله غيري، فيوضح المسيح أن الأوثان قد تكون أمورًا لا مادية كالمال، ويناقش موضوع العناية الإلهية والتدبير الإلهي للكون والمخلوقات، خاتمًا بذلك الحلقة الثانية.[3]
الحلقة الثالثة والأخيرة من عظة الجبل، وهي أقصرها، تحوي سبعة نصائح: أولها، "لا تدينوا لئلا تدانوا، فبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم"،[مت 2:7] والثانية: "لا تعطوا ما هو مقدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم أمام الخنازير" في إشارة لمن هم غير أهل لها، فالكلاب والخنازير تعتبر حيوانات نجسة توراتيًا.[4] والثالثة "إسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم"، في إشارة للعلاقة الشخصية بين كل إنسان والله؛ أما الرابعة فهي "ادخلوا من البابا الضيّق، فإنّ الباب المؤدي إلى الهلاك واسع وطريقه رحب"، والخامسة "احذروا الأنبياء الدجالين الذين يأتون إليكم لابسين ثياب الحملان"، والسادسة: "ليس كل من يقول يا رب يا رب، يدخل ملكوت السموات، بل من يعمل بإرادة أبي الذي في السموات"، أما السابعة، وهي خاتمة عظة الجبل، وأول أمثال الإنجيل، فهي مَثل البيت المؤسس على الصخر، فشبه كلامه ومن يعمل به بالبيت المؤسس على الصخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق