أساليب الرب يسوع في
الكرازة
في إنجيل متى
قائمة المحتويات
مقدمة....................................................................................... 1
الفصل
الأول. دعوة
التلاميذ............................................................. 2
الثاني. أساليب الرب يسوع
الكرازية مع مجموعة من الأشخاص ...... 2
الثالث. تعليمات بخصوص
إرسالية التلاميذ................................. 4
الخاتمة.................................................................................... 5
{أ}
المقدمة
لا أظن أن
هناك موضوع مهم للبحث مثل أساليب الرب يسوع الكرازية مع أشخاص مختلفين. وكيف تعامل
معهم وحذرهم ووبخهم ووصلهم الرسالة أو الخبر الذي يريده أن يوصله لهم بكل وضوح.
واليوم نحن في حاجة أن نعرف هذه الأساليب لكي نتعامل بها في خدمتنا للإرسالية التي
كلفنا بها الرب يسوع.
وجدت أن إنجيل متى ينفرد بقوله إن إرسالية
الرب يسوع (مبدئياً إرسالية التلاميذ)، والإنجيل ذاته الذي يسجل للإرسالية
المسيحية "لخراف بيت إسرائيل الضالة"، بحيث نرى الرب يسوع يرسل، في نصرة
وغلبة، الحد عشر رسولاً ليتلمذوا جميع الأمم.
يطلق على
إنجيل متى أحياناً الإنجيل الكنسي. وهذا يرجع إلى انه الوحيد الذي استخدم كلمة
"اكليزيا" أي كنيسة (مت 16: 18، 18: 17)
علينا أن
نكون كنيسة مؤسسة على رؤية للعمل المرسلي وتتخذ على عاتقها توصيل البشارة والتعليم
عن الخلاص في المجتمع وترتكز على المبادرة وزرع الكنائس وتوحيد العمل لكي يكون
مؤثراً.
ولكي نصل
للناس لابد أن تكون لدينا رؤية من وجهة نظر الأفراد المراد الوصول إليهم
والاختلافات التي تفصل بينهم وبين رجال الله والتركيز على محاولة الدخول في أجواء
الثقافات المختلفة. واختلاف الطرق والعادات من مكان لمكان يشكل حركة قوية.
الله له
رسالة ويتمم رسالته بطرق كثيرة متنوعة وبطريقة مباشرة ومن خلال أفراد ومن خلال
جماعات وشعوب . ونحتاج نحن أن نكتشف خطة الله وأفضل الطرق للوصول إلى احتياج
مجموعة معينة في المسيح ومعرفة الناس ومعايشتهم اسئلتهم واحتياجاتهم والتخطيط
للوصول إلى المجموعات التي لم تصلهم الرسالة للشعوب المعروفة والتي لا نعرفها.
وأن يكون
لنا تخطيط ملتزم مؤثر لأنه يتلقى قوته من الله ولديه الكفاية من الخدام والموارد
ومنتج ويمكن تسليمه بالإيمان للجماعة المحلية بمواردها ولنا القوة الروحية التي
يجب أن ندرك قوتها في المواجهات وسيحيط الروح القدس بالمرسل والعمل المرسلي بكم من
المقاومات مثل الصلاة والشجاعة.
لابد أن نضع
في أذهاننا هذه الأشياء واحتا ذاهبين للخدمة:
1-
لازم نفكر أزاي نعلن رسالة
المسيح.
2-
هل أحنا محتاجين نسمع الإقناع.
لازم ندعم مجموعة المؤمنين بنفسه لحد ما
ننجز العمل وإذا وضعت وجاهدت أنا أعدك انك مش هتكون وحدك نذهب لشفاء المجتمع ابتدئ
من هنا من بلدك ثم البلاد المجاورة.
الله واحد
لنا وفينا ومن خلالنا نحن ننتمي لنفس الإله لكن عندنا خلافات حول إيمان معين أو
اعتقاد معين وحتى الناس اللي بيقولوا أن أحنا مسيحيين ولا طائفة لهم لكن حصل
انقسام وطائفية الروح القدس قد أتى بك إلى هذا المكان إذا ركزت على الروح القدس
واللي بيقوله لك.
يجب أن
نشترك في مركزية المسيح برغم الاختلاف اللي جوانا هناك مفاهيم لله في كل حضارة
وثقافة عندما تكلم بولس للشعب تكلم عن الإله المجهول لديهم ووصلهم الرسالة.
{1}
الفصل
الأول: دعوة التلاميذ
طلب الرب
يسوع من بطرس واندراوس أن يتركا صيد السمك"ليربحا الناس إلى ملكوت
الله". وكان معنى هذا أنه يستطيع أن يعلمهم كيف يأتون بالآخرين إلى الله.
فكان الرب يسوع يدعوهم من أعمالهم المريحة، ليكونوا منتجين روحياً. وجميعاً في
حاجة إلى السعي لاصطياد النفوس من قبضة الشيطان. فلو أننا اتبعنا مثال المسيح
وتعاليمه، ومارسناها عملياً، فإننا نستطيع أن نجتذب من حولنا إلى المسيح مثل
الصياد الذي يجذب السمك بالشباك إلى قاربه. كان هذان الأخوان يعرفان يسوع من قبل،
فقد سبق له أن تحدث إلى بطرس واندراوس، وكان يبشر في المنطقة، وعندما دعاهما الرب
يسوع، كانا يعلمان أي رجل هو، وكان على استعداد لأتباعه، بل كانا مقتنعين اقتناعاً
كاملاً بأن إتباعهما له سيغير حياتهما إلى الأبد. والمعلم الجيد يتوقع أن يكون له
مجموعة كهؤلاء "الأتباع"، لكن يسوع لم يدع تلاميذه للاستماع والتعلم
فحسب، بل ليشاركوه مشاركة فعالة "كصيادي الناس".
استجابة
الصيادين الفورية لدعوة يسوع في مت 4: 22 تدل على ما كان يتمتع به يسوع من سلطان.
ولم يكن هذا أول لقاء لهم (يو 1: 35- 42 ، لو 5: 23)، لكن كانت المرة الأولى التي
يطلب فيها يسوع منهم أن يتركوا بيوتهم فعلاً وينضموا إليه من إرساليته بين المدن
والقرى. ولم تكن دعوته تشترط التخلص من البيت والممتلكات أو قطع الروابط العائلية
(مت8: 14، يو21: 3) لكن ستؤدي إلى انقلاب شامل في نظام حياتهم العادية ( مت 19: 27-
29).
كان يعقوب
ويوحنا أخوه وبطرس واندراوس هم أول تلاميذ الرب يسوع الذين عملوا معه، فقد دفعتهم
دعوته إلى ترك أعمالهم فوراً. لم يحاولوا الاعتذار بأن الوقت لم يكن ملائماً، بل
تركوا عملهم في الحال وتبعوه. والرب يسوع يدعو كل واحد منا لنتبعه، وعندما يدعونا
الرب لخدمته، يجب أن نكون مثل أولئك التلاميذ فتبعه فوراً. سرعان ما بلغت خدمة الرب
يسوع الكرازية قوتها، حتى أنه كثيراً ما كان يتكلم في المجامع.
لقد لخصت إرسالية
الرب يسوع وخدمته تحت ثلاثة عناوين: التعليم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت مت4:
17 والشفاء مت 12: 28 ، لقد كرز يوحنا المعمدان بنفس الرسالة، إلا أنه في كرازة
يسوع ما كان يعتبر مستقبلاً بالنسبة للمعمدان أصبح حاضراً، وأصبح ملكوت الله
واقعاً وحقيقة. "بشارة" تعني الأخبار الطيبة، وبشارة الملكوت استعملها
في مت 9: 35 ، 24: 14 كملخص لرسالة الرب يسوع ورسالة تلاميذه ، أنه فيه (في المسيح)
قد اقبل ملكوت السموات.
مت 5: 11-
16 من وصف عام لشخصية التلميذ، تتجه العظة الآن لتخاطب تلاميذ الرب يسوع بصفة
مباشرة، وتبين التأثير الذي ينسجم عن هذه الشخصية في حياتهم وشهادتهم.
الفصل
الثاني: أساليب الرب يسوع الكرازية مع مجموعة من الأشخاص (مت 8: 1- 9 : 34)
1- الأبرص
(مت 8: 1- 4)
أمر الرب
يسوع الأبرص أن "لا يقول لأحد"، وموضوع السرية هذا، والذي غالباً ما
يعتبر اتجاها دفاعياً لتفسير السبب في أن قلة استجابت ليسوع أثناء إرساليته، يفهم
على نحو أفضل إذ أن الإقبال الجماهيري يشكل خطراً حقيقياً فقد إذ كان يمكن أن يحقق
الرب يسوع شعبية غير مرغوب فيها باعتباره مجرد صانع المعجزات، وبهذا نزعم سوء فهم
خطير يتعلق بإرساليته. وفي توجيهه للرجل كي يقدم نفسه بالتقدمة المفروضة (لا 14:
10) للكاهن في أورشليم كان الرب يسوع يتبع متطلبات ناموس التطهير الواردة في
(لاويين 14) وعبارة شهادة لهم تعني لتكون أنت شهادة لهم. "أن لا تقول
لأحد" هذا يشكل شهادة على إرسالية الرب يسوع بصفته المسيا "المسيح"
الذي كانوا ينتظرون هو بصفته قاهر هذا المرض (مت 11: 5) بالنسبة لما تعنيه قدرة
الرب يسوع على شفاء البرص. وفي هذا الحدث دلالة عظيمة لفهم حقيقة من هو يسوع.
و"الشهادة" بالنسبة لهذه المعجزة قد تكون سلبية (شهادة ضد أولئك الذين
يرفضون الرب يسوع، كما في مرقس 6: 11 وإيجابية دعوة للإيمان مت 24: 14.
2-
غلام قائد المئة (مت 8: 5- 13).
كان قائد
المئة ضابطاً في الجيش الروماني، له سلطان على مئة جندي. كان اليهود يبغضون الجنود
{2}
الرومان، أكثر من سائر الناس، لظلمهم وتسلطهم. ومع ذلك
فإن إيمان هذا الرجل نال إعجاب الرب يسوع، فإيمان هذا الرجل الأممي المكروه، قد
أخزى قادة اليهود الدينيين.
قال الرب
يسوع للجموع إن كثيرين من اليهود المتدينين، الذين كان يجب أن يكونوا في الملكوت،
سيحرمون منهم لعدم إيمانهم، فلقد تحصنوا داخل تقاليدهم الدينية، حتى إنهم لم
يقبلوا المسيح ورسالته الجديدة. ويجب علينا أن نحذر من التقوقع داخل عاداتنا
الدينية إلى درجة أن ننتظر أن يعمل الله حسب طرقنا المحددة.
3- حماة
بطرس (مت 8: 14- 15)
تقدم لنا
حماة بطرس مثالاً جميلاً لنحتذيه، فكان رد فعلها للمسة يسوع، هو أن تخدمه حالاً.
ألم ينقذك الله من مأزق خطر أو صعب؟ إذا كان الأمر كذلك، فيجب أن تسأل نفسك: "كيف
أعبر عن شكري له؟". وقد وعدنا جميعاً بمكافأت في ملكوته، فعلينا أن نبحث عن
السبل لخدمته الآن.
4- تسكين
الرياح والبحر (مت 8: 23- 27)
توبيخ الرب
يسوع للتلاميذ حتى قبل أن يعالج الموقف، ويؤكد أيضاً أن التلمذة تتطلب
"إيماناً" هو في واقع الأمر ثقة عملية، هذا الإيمان لا يعرف القلق،
وعبارة "قليلي الإيمان" (أخف وطأة من عبارة إنجيل مرقس "كيف لا
إيمان لكم؟" وهي عبارة مفضلة لدى متى في مثل هذه الظروف، وكلمة "انتهر"
تصور لنا الرب يسوع الإلهي كسيد لكل الخليقة.
5- المفلوج
(مت 9: 1- 8)
الحوار
الذي دار، والذي يقدم لنا ناحية جديدة من سلطان الرب يسوع. ولذلك نجده في إنجيل
متى في البداية يذكر لنا تصريح الرب يسوع "مغفورة لك خطاياك". وقد لا
نجد نحن علاقة مباشرة بين القول وبين مرض الشلل، إلا أنه قول واضح مفهوم في مجتمع
ينسب المرض بشكل عام إلى الخطية (انظر يو 9: 2) ويسوع نفسه لم يذكر هنا أو في أي
مكان آخر أن مرضاً معيناً هو نتيجة الخطية لكن بالنسبة للمريض فتأكيد غفران
الخطايا يعد سبباً قوياً للثقة بنفسه (بالمقارنة مع مت 9: 22)، وفي كلتا الحالتين
يذكر متى هذه الكلمة، أما بالنسبة لاستجابة الرب يسوع لإيمان الآخرين وليس لإيمان
المريض نفسه "إيمانهم"
6- دعوة متى
(مت 9: 9- 13)
كان متى
يهودياً، عينه الرومان جابياً للضرائب في تلك المنطقة، وكان يجمع الضرائب من
المواطنين كما من التجار المارين بالمدينة. وكان جباة الضرائب يحصلون على عمولة عن
الضرائب التي يجمعونها، وكان أغلبهم يغالون في تقدير الضرائب، فجمعوا ثروات عن هذا
الطريق. ولذلك كان جباة الضرائب مكروهين عند اليهود بسبب ما اشتهر عنهم من الغش،
ولمساعدتهم للرومان.
حالما دعا
الرب يسوع متى ليكون واحداً من تلاميذه، قام في الحال وتبعه مضحياً بوظيفته
المجزية. وعندما يدعوك الله أن تتبعه أو أن تطيعه، هل تفعل ذلك مضحياً بكل شيء كما
فعل متى؟ فقد يستلزم عزمك على إتباع الرب يسوع بعض الاختبارات الصعبة أو المؤلمة،
ولكن يجب علينا، مثل متى، أن نعزم على ترك كل ما يمكن أن يعوقنا عن إتباع الرب
يسوع.
تأثرت سمعة
الرب يسوع بزيارة متى، فقد كان مكروهاً من الشعب، ولكن الرب يسوع وجده وغيره. ويجب
علينا ألا نخشى الاتصال بمن لهم أساليب مغايرة في الحياة، لأن رسالة الله تستطيع
أن تغير أي إنسان.
7-
الأعميان ( متى9: 27- 31).
أن الرب
يسوع لم يستجب لطلبهم الأول. بالمقارنة مع متى 15: 23 لعدم الاستجابة لحالة كهذه
والتي أدت في النهاية إلى تصوير رائع للإيمان الذي يتصف باللجاجة. وهناك أيضاً كان
اختبار للإيمان، بل وفي الحقيقة كان ذلك واضحاً، حتى أنه، كالأبرص، وقائد المئة،
والرئيس والمرأة النازفة، كان عليهم أن يعترفوا بذلك صراحة. فإذا بدأ لك أن الله
يتباطأ في استجابة صلواتك، فلعله يمتحنك كما امتحن هذين الأعميين. فهل تؤمن أن
الله يمكن أن يعينك؟ وهل تريد معونته حقيقة؟ وهنا أيضاً، أظهر الإيمان
{3}
على أنه ثقة عملية في سلطان يسوع الإلهي.
العنصران
المعتادان: اللمسة وكلمة الشفاء، يأتيان معاً، إلا أن التركيز كان على كلمة الشفاء
(متى 9: 22). والكلمات كانت في الواقع هي ما جاءت في متى 8: 13 وتأثيرها، مثل
كلمات الإعلان المماثل الذي ورد في متى 9: 22، إنما كان بغية تأكيد أن
"الإيمان" هو الشرط الذي لا غنى عنه في خدمة يسوع للشفاء.
لقد أمر
الرب يسوع ألا يتحدث أحد عن شفاء الأعميين، إذ لم يكن غرضه أن يُعرف كصانع معجزات،
فقد شفى الناس لأنه أشفق عليهم، ولكنه كان يريد أن يقدم الشفاء الروحي للعالم
المريض بالخطية.
الفصل
الثالث: تعليمات بخصوص إرسالية التلاميذ (مت 10: 5- 16)
إرسالية
التلاميذ كانت تتضمن الكرازة وشفاء المرضى والاثنان يسيران معاً كنواحي تكميلية
لإعلان ملكوت السموات؟، ومعجزات الشفاء التي قام بها يسوع وتلاميذه، كانت أسمى من
كونها شفقة وحناناً، لقد كانت في حد ذاتها مأخوذة من الإعلان عن ملكوت الله (مت
12: 28)
يوجد تشابه
ملحوظ بين إرسالية التلاميذ وإرسالية يسوع نفسه (مت10: 5- 6 ، مت 15: 24).
فالأقوال التي يكرزون بها هي نفس أقوال يسوع في مت 4: 17، ومعجزات الشفاء المذكورة
في مت 10: 8 تغطي في الواقع كل معجزات الشفاء التي عملها الرب يسوع. أيضاً مع وصف
إرسالية الرب يسوع في مت 11: 5 فإرسالية التلاميذ هي امتداد لإرسالية الرب يسوع.
ويجب أن
تكون إرساليتهم "مجاناً". ووصفهم كرسل للمسيح وسلطانهم على الشفاء كان
منحة من الرب يسوع، لم يشتروها أو يكتسبوها معاً، ويجب أن يمارسوها بنفس الروح.
توبيخ الرب
يسوع للفريسيين والصدوقيين (مت 16: 1- 12)
حذر الرب
يسوع من "خمير الفريسيين والصدوقيين" خمير الفريسيين والصدوقيين، الذي
يحذرهم منه يسوع؟ لقد فسر بأن المقصود بذلك هو "تعليمهم" والذي لم يفهم
التلاميذ مغزاه في بداية الأمر بسبب اهتمامهم بالخبز العادي. وليس من الواضح ما
إذا كان يسوع استغل عن قصد اهتمامهم بالخبز العادي كي يقدم تحذيره من الخمير
الرمزي.
"يا
قليلي الإيمان" إنها عبارة تستعمل للتعبير عن عدم الفهم وغلظ القلب كما في مر
8: 17- 18. فلم يفهموا المعنى الرمزي لتعليم الرب يسوع بسبب انشغالهم بمشكلتهم المادية،
وليس ذلك فحسب، بل حتى على المستوى المادي لم يستوعبوا شيئاً من معجزتي الإشباع (
مت 14: 22، مت 15: 16) لعدم فهمهم، لأنهم يأخذون الأمور حسب الظاهر.
قوة الإيمان
(مت 17: 14- 20)
لم يستطع
التلاميذ إخراج ذلك الشيطان، فسألوا الرب يسوع عن السبب، فأشار إلى إيمانهم القليل
الذي كان أصغر من حبة الخردل. وحبة الخردل تنمو منها شجرة عظيمة، أما إيمانهم فلم
يثمر إلا القليل. ولعلهم حاولوا أن يخرجوا الشيطان بقدرتهم الذاتية، وليس بقدرة
الله. فهناك قوة عظيمة حتى في الإيمان القليل عندما يكون الله معنا، فلنتأكد من
أننا لا نتكل على قدراتنا الذاتية للوصول إلى نتائج بل على قوة الله.
لم يكن الرب
يسوع يلوم التلاميذ لإيمانهم الضعيف، بل كان يريد أن يريهم أهمية الإيمان في
خدمتهم مستقبلاً. فإذا كنت تواجه مشكلة تراها من الضخامة والرسوخ مثل جبل، فحول عينيك
عن الجبل، وانظر إلى المسيح طلباً لإيمان أعظم، وعندئذ فقط يصبح عملك من أجله
نافعاً ونابضاً بالحياة.
علم الرب
يسوع أن بعض عمل الله أصعب من البعض الآخر، ويتطلب الاتكال على الله أكثر من
المعتاد، ولا تعني هذه الآية أن الصلاة والصوم وحدهما كانا كفيلين بإتمام المعجزة،
فالصلاة والصوم دليلان على الإيمان والإتضاع أمام الله، وبدونهما لا يمكن أن يكون
هناك أمل في النجاح.
{4}
الخاتمة
قد ناقشنا
معاً في هذا البحث أشياء كثيرة عن أساليب الرب يسوع الكرازية. تعرفنا معاً على
دعوة التلاميذ. فكان الرب يسوع يدعوهم من أعمالهم المريحة، ليكونوا منتجين روحياً.
وجميعاً في حاجة إلى السعي لاصطياد النفوس من قبضة الشيطان. وعندما دعاهما الرب
يسوع، كانا يعلمان أي رجل هو، وكان على استعداد لأتباعه، بل كانا مقتنعين اقتناعاً
كاملاً بأن إتباعهما له سيغير حياتهما إلى الأبد. وقد تعرفنا أيضاً على أساليب
الرب يسوع الكرازية مع أشخاص تقابل معهم يوجد أناس مدحهم على إيمانهم مثل قائد المئة فإن إيمان هذا الرجل نال إعجاب
الرب يسوع، فإيمان هذا الرجل الأممي المكروه، قد أخزى قادة اليهود الدينيين. ويوجد
أناس وبخهم على عدم إيمانهم مثل التلاميذ عند تسكين الرياح والبحر فقد وبخهم وقال
لهم "يا قليلي الإيمان" ويؤكد الرب يسوع أيضاً أن التلمذة تتطلب
"إيماناً" هو في واقع الأمر ثقة عملية، هذا الإيمان لا يعرف القلق. أن
الرب يسوع لم يستجب لطلبهم الأول. بالمقارنة مع متى 15: 23 لعدم الاستجابة لحالة
كهذه والتي أدت في النهاية إلى تصوير رائع للإيمان الذي يتصف باللجاجة. وهناك
أيضاً كان اختبار للإيمان، بل وفي الحقيقة كان ذلك واضحاً، حتى أنه، كالأبرص،
وقائد المئة، والرئيس والمرأة النازفة، كان عليهم أن يعترفوا بذلك صراحة. فإذا بدأ
لك أن الله يتباطأ في استجابة صلواتك، فلعله يمتحنك كما امتحن هذين الأعميين. فهل
تؤمن أن الله يمكن أن يعينك؟ وهل تريد معونته حقيقة؟ وهنا أيضاً، أظهر الإيمان على
أنه ثقة عملية في سلطان يسوع الإلهي.
حذر الرب
يسوع التلاميذ من خمير (تعليم) الفريسيين والصدوقيين. لم يستطع التلاميذ إخراج ذلك
الشيطان (مت17: 14- 20)، فسألوا الرب يسوع عن السبب، فأشار إلى إيمانهم القليل
الذي كان أصغر من حبة الخردل. لم يكن الرب يسوع يلوم التلاميذ لإيمانهم الضعيف، بل
كان يريد أن يريهم أهمية الإيمان في خدمتهم مستقبلاً ويتطلب الاتكال على الله أكثر
من المعتاد.
أن الرب
استخدم أساليب كثيرة في خدمته فيوجد أناس وبخهم وأناس مدحهم على إيمانهم وأناس
آخرين لم يستجب لطلبهم الأول. لعدم الاستجابة والتي أدت في النهاية إلى تصوير رائع
للإيمان الذي يتصف باللجاجة. وهناك أيضاً كان اختبار للإيمان. فلنتعلم من الرب
يسوع ونستخدم هذه الأساليب في كرازتنا مع الناس لتكون كرازتنا قوية ولها سلطان
الرب يسوع. وصلاتي أن الرب يسوع يساعدني في خدمتي لكي تثمر ويكون لدينا الإيمان
الذي ينال إعجابه.
والرب يبارك حياتك ويكافأ تعب محبتك. آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق